MANAQIB JAWAHIRUL MA'ANI
MANAQIB 1
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِيْ أَرْسَلَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ * وَفَضَّلَ الْعُلَمَاءَ بِإِقَامَةِ حُجَجِ الدِّيْنَ * وَأَكْرَمَ الْأَوْلِيَاءَ بِظُهُوْرِ الْكَرَامَةِ الْخَوَارِقِ الَّتِى هِىَ مِنْ مُعْجِزَاتِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ * وَخَصَّ مَنْ شَاءَ مِنْ أَتْبَاعِ مِلَّتِه بِالرُّقِىِّ إِلَى دَرَجَةِ الْعَارِفِيْنَ * وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ * سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَلِه وَأَصْحَابِه السَّالِكِيْنَ عَلَى مَنْهَجِهِ الْقَوِيْمِ * أَمَّا بَعْدُ فَهذِهِ نُبْذَةٌ مِنْ مَنَاقِبِ الْقُطْبِ الرَّبَانِىِّ وَالْغَوْثِ الصَّمَدَانِىِّ سُلْطَانِ الْأَوْلِيَاءِ الْعَارِفِيْنَ الْمُقَرَّبِيْنَ * وَإِمَامِ الْعُلَمَاءِ السَّالِكِيْنَ الرَّاسِخِيْنَ * السَّيِّدِ الشَّرِيْفِ الْحَسِيْبِ النَّسِيْبِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِىِّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ بَلَّغَهُ اللهُ تَعَالَى بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ الْمَقَامَ الْأَعْلَى وَجَوَاهِرَ الْمَعَانِى وَالْأَمَانِىِّ * إِنْتَخَبْتُه مِمَّا شَرِبْتُه مِنْ أَسْرَارِ أَنْوَارِهِ الْبَاهِرَةِ * وَمِنْ كَلَامِ الْعُلَمَاءِ الشَّهِيْرَةِ * رَغْبَةً فِى نَشْرِ مَنَاقِبِ الأَخْيَارِ * وَابْتِغَاءً لِدَوَامِ النِّعْمَةِ وَتَمَامِ الرَّحِمَةِ وَنُزُوْلِ الْبَرَكَاتِ الْغِزَارِ *إِذَ بِذِكْرِهِمْ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ الْعُلَى الْعَلِيَّةِ * وَتَنْزِلُ الرَّحَمَاتُ وَالْبَرَكَاتُ وَالْفُيُوْضَاتُ الْإِلَهِيَّةُ * وَسَمَّيْتُه جَوَاهِرَ الْمَعَانِى فِى ذِكْرِ نُبْذَةٍ مِنْ مَنَاقِبِ الْقُطْبِ الرَّبَّانِىِّ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِىِّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * فَأَقُوْلُ : هُوَ الشَّيْخُ الْإِمَامِ الْأَعْظَمُ * وَتَاجُ الْأَوْلِيَاءِ الْمُعَظَّمُ * وَبُرْهَانُ الْأَصْفِيَاءِ الْمُكَرَّمُ * شَيْخُ الثَّقَلَيْنِ * الْوَاصِلُ إِلَى حَضْرَةِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ * ذُوالْمَقَامِ الأَعْلَى * الْقُطْبُ الرَّبَّانِىِّ * وَالنُّوْرُ السَّاطِعُ الْبُرْهَانِىُّ * وَالْهَيْكَلُ الصَّمَدَانِىُّ * وَالْغَوْثُ النُّوْرَانِىُّ * وَهُوَ أَبُوْ مُحَمَّدٍ مُحْيِ الدِّيْنِ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِىُّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * الْحَسَنِىُّ الْحُسَيْنِىُّ الصِّدِّيْقِىُّ ابْنُ أَبِى صَالِحٍ جَنْكى دَوْسَتَ ابْنِ الْإِمَامِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الْإِمَامِ يَحْيَ الزَّاهِدِ ابْنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْإِمَامِ دَاودَ ابْنِ الْإِمَامِ مُوْسَى ابْنِ الْإِمَامِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الْإِمَامِ مُوْسَى الْجُوْنِ ابْنِ الْإِمَامِ ابْنِ الْإِمَامِ عَبْدِ اللهِ الْمَحْضِ ابْنِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْمُثَنّى ابْنِ الْإِمَامِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ سَيِّدِنَا الْحَسَنِ السِّبْطِ ابْنِ الْإِمَامِ الْهُمَامِ أَسَدِ اللهِ الْغَالِبِ * الْفَخْرِ ابْنِ الْغَالِبِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ سَيِّدِنَا عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه * وَابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ الْبَتُوْلِ بِنْتِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّسُوْلِ * وَأَمَّا أُمُّه رَضِىَ اللهُ عَنْهَا فَهِىَ الشَّرِيْفَةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُوْدِ بْنِ ظَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَمَالِ الدِّيْنِ عِيْسَى بْنِ مُحَمَّدِ الجَوَادِ ابْنِ الْإِمَامِ الْإِمَامِ عَلِىِّ الرِّضَا ابْنِ الْإِمَامِ مُوْسَى الْكَاظِمِ ابْنِ الْإِمَامِ جَعْفَرِ الصَّادِقِ ابْنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ البَاقِرِ ابْنِ الْإِمَامِ زَيْنِ الْعَابِدِيْنَ ابْنِ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سَيِّدِنَا الْحُسَيْنِ ابْنِ سَيِّدِنَا عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه وَابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ الْبَتُوْلِ بِنْتِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّسُوْلِ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 2
وُلِدَ رضى الله عنه بِجِيْلَانَ وَهِىَ بِلَادٌ مُتَفَرِّقَةٌ مِنْ وَرَاءِ طَبَرِسْتَانَ فِى اللَّيْلَةِ الْأُولى مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ مِنْ هِجْرَةِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَألِهِ وَ أَصْحَابِه أَجْمَعِيْنَ * وَظَهَرَتْ عَلَيْهِ الْخَوَارِقُ الْعَادَةِ فِى طُفُوْلِيَّتِه أَنَّه يَمْتَنِعُ مِنَ الرَّضَاعَةِ فِى نَهَارِ رَمَضَانَ * عِنَايَةً مِنَ اللهِ تَعَالَى بِه * وَلَمَّا تَرَعْرَعَ شَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ وَالْإِجْتِهَادِ فِى تَحْصِيْلِ جَمِيْعِ الْعُلُوْمِ * وَتَفَقَّهَ بِأَبِى الْوَفَا عَلِيِّ بْنِ عَقِيْلٍ وَأَبِى الْخَطَّابِ الْكَلْوَاذَانِىِّ مَحْفُوْظِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَلِيْلِ وَأَبِى الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْقَاضِىْ أَبِى يَعْلَى * وَقَرَأَ الْأَدَبَ عَلَى أَبِى زَكَرِيَّا بْنِ عَلِىِّ التِّبْرِيْزِىِّ * وَأَخَذَ عِلْمَ الطَّرِيْقَةِ عَنِ الْعَارِفِ بِاللهِ الشَّيْخِ أَبِى الْخَيْرِ حَمَّادِ بْنِ مُسْلِمِ الدَّبَّاسِ * وَلَبِسَ مِنْ يَدِ الْقَاضِىْ أَبِى سَعِيْدِ الْمُبَارَكِ الْخِرْقَةَ الشَّرِيْفَةَ الصُّوْفِيَّةَ * وَتَأَدَّبَ بِأَدَابِهِ الْوَفِيَّةِ * وَلَمْ يَزَلْ مَلْحُوْظًا بِالْعِنَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ * مُتَمَسِّكًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ * وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ : لَا يَصْلُحُ لِمُجَالَسَةِ الْحَقِّ تَعَالَى إِلَّا الْمُطَهَّرُوْنَ مِنْ رِجْزِ الزَّلَّاتِ * وَلَا يَنْبَغِىْ لِفَقِيْرٍ أَنْ يَتَصَدّى وَيَتَصَدَّرَ لِإِرْشَادِ النَّاسِ إِلَّا إِنْ أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَ الْعُلَمَاءِ وَسِيَاسَةَ الْمُلُوْكِ وَحِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ * وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُحِبُّوْا أَحَدًا أَوْ تَكْرَهُوْهُ إِلَّا بَعْدَ عَرْضِ أَفْعَالِه عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَىْ لَا تُحِبُّوْهُ بِالْهَوى وَتَبْغَضُوْهُ بِالْهَوى *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 3
وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ : لَمَّا عُرِجَ بِحَبِيْبِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ اسْتَقْبَلَ اللهُ أَرْوَاحَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ مِنْ مَقَامَاتِهِم لِأَجْلِ زِيَارَتِه * فَلَمَّا قَرُبَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلّضى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَرْشِ الْمَجِيْدِ رَأهُ عَظِيْمًا رَفِيْعًا لَابُدَّ لِلصُّعُوْدِ إِلَيْهِ مِنْ سُلَّمٍ وَمِرْقَاةٍ * فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِ رُحِى فَوَضَعْتُ كَتِفِى مَوْضِعَ المِرْقَاةِ * فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى رَقَبَتِى سَأَلَ اللهُ تَعَالَى عَنِّى * فَأَلْهَمَه هذَا وَلَدُكَ مِنْ نَسْلِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ وَاسْمُه عَبْدُ الْقَادِرِ * لَوْلَا أَنِّى خَتَمْتُ النُّبُوَّةَ بِكَ لَكَانَ هُوَ أَهْلًا لَهَا بَعْدُ * فَشَكَرَ اللهَ تَعَالَى عَلَيْهِ * وَقَالَ لِى جَدِّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بُنَىَّ طُوْبى لَكَ رَأَيْتَنِى وَوَجَدْتَ نِعْمَتِىْ ثُمَّ طُوْبى لِمَنْ رَأكَ أَوْ رَأى مَنْ رَأكَ أَوْ رَأى مَنْ رَأى مَنْ رَأكَ إِلَى سَبْعَةٍ وَعِشْرِيْنَ * وَجَعَلْتُكَ وَزِيْرِىْ فِى الدُّنْيَا وَالْأخِرَةِ وَوَضَعْتُ قَدَمِى هذِهِ عَلى رَقَبَتِكَ وَقَدَمَيْكَ عَلَى رِقَابِ جَمِيْعِ الْأَوْلِيَاءِ بِلَا تَفَاخُرٍ وَلَامُبَاهَاةٍ وَلَوْ كَانَتِ النُّبُوَّةُ بَعْدِىْ لَنِلْتَهَا وَلَانَبِىَّ بَعْدِى *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 4
وَظَهَرَتْ عَلَى يَدَيْهِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ كَرَامَتٌ كَثِيْرَةٌ * وَ يُسْتَغَاثُ بِه سِرًّا وَجَهْرًا فِىْ حَيَاتِه وَبَعْدَ وَفَاتِه وِرَاثَةً لَه مِنْ جَدِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * وَمَرَّ الْغَوْثُ يَوْمًا فِى مَحِلَّةٍ فَرَأى مُسْلِمًا وَنَصْرَانِيًّا يَتَجَادَلَانِ * فَسَأَلَ الْغَوْثُ عَنْ مُجَادَلَتِهِمَا فَقَالَ الْمُسْلِمُ : يَقُوْلُ هذَا الْعِيْسَوِىُّ : إِنَّ عِيْسى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَفْضَلُ مِنْ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُوْلُ : بَلْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ فَقَالَ الْغَوْثُ لِلنَّصْرَانِىِّ : بِأَىِّ دَلِيْلٍ تُثْبِتُ فَضِيْلَةَ عِيْسى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ الْعِيْسَوِىُّ : إِنَّ عِيْسى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُحْيِ الْمَوْتى * فَقَالَ الْغَوْثُ : إِنِّى لَسْتُ بِنَبِىٍّ بَلْ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ أَحْيَيْتُ مَيْتًا أَتُؤْمِنُ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ الْعِيْسَوِىُّ : نَعَمْ * فَقَالَ الْغَوْثُ : أَرِنِى قَبْرًا دَارِسًا رَمِيْمًا لِتَرى فَضْلَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * فَأَرَاهُ قَبْرًا عَتِيْقًا * فَقَالَ الْغَوْثُ لِلْعِيْسَوْىِّ : إِنَّ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَىِّ كَلَامٍ كَانَ يُخَاطِبُ الْمَيْتَ حِيْنَ إِحْيَائِه ؟ فَقَالَ الْعِيْسَوِىُّ فِى جَوَابِه : كَانَ يُخَاطِبُه بِقَوْلِه : قُمْ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى ! فَقَالَ لَهُ الْغَوْثُ : إِنَّ صَاحِبَ هذَا الْقَبْرِ كَانَ مُغَنِّيًافِى الدُّنْيَاإِنْ أَرَدْتَ أَنْ أُحْيِيَهُ مُغَنِّيًا فَأَنَا مُجِيْبٌ لَكَ * فَقَالَ : نَعَمْ * فَتَوَاجَهَ الْغَوْثُ إِلَى الْقَبْرِ وَقَالَ : قُمْ بِإِذْنِىْ ! فَانْشَقَّ الْقَبْرُ وَقَامَ الْمَيْتُ حَيًّا مُغَنِّيًا * فَلَمَّا رَأى النَّصْرَانِىُّ هذِهِ الْكَرَامَةَ وَفَضْلَ النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمَ عَلَى يَدِ الْغَوْثِ الْأَعْظَمِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ وَعَنَّا بِبَرَكَاتِه وَأَمَدَّنَا بِأَسْرَارِه فِى الدُّنْيَا وَالْأخِرَةِ * أمِيْنَ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 5
وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَلْبَسُ لِبَاسَ الْعُلَمَاءِ وَيَتَطَيْلَسُ وَيَلْبَسُ الرَّفِيْعَ وَيَرْكَبُ الْبَغْلَةَ وَتُرْفَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْغَاشِيَةُ * وَيَتَكَلَّمُ عَلَى كُرْسِىٍّ عَالٍ * وَكَانَ فِى كَلَامِه سُرْعَةٌ وَجَهْرٌ * وَإِذَا رَأهُ ذُوالْقَلْبِ الْقَاسِىْ خَشَعَ * وَإِذَا رَأَيْتَه فَقَدْ رَأَيْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ * وَإِذَا مَرَّ عَلَى الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَقَفَ النَّاسُ فِى الْأَسْوَاقِ يَسْأَلُوْنَ اللهَ بِه حَوَائِجَهُمْ * وَكَانَ لَه صِيْتٌ وَسَمْتٌ حَسَنٌ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * وَأَتَاهُ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ جَمْعٌ مِنَ الرَّافِضَةِ بِقًفَّتَيْنِ مَخِيْطَتَيْنِ مَخْتُوْمَتَيْنِ * وَقَالُوْا لَه : قُلْ لَنَا مَا فِى هَاتَيْنِ الْقُفَّتَيْنِ ؟ فَنَزَلَ مِنَ الْكُرْسِىِّ وَوَضَعَ يَدَه عَلَى إِحْدَاهُمَا وَقَالَ : فِى هذِه صَبِىٌّ مُقْعَدٌ وَأَمَرَ ابْنَه عَبْدَ الرَّزَّاقِ بِفَتْحِهَا فَفَتَحَهَا فَإِذَا فِيْهَا صَبِىٌّ مُقْعَدٌ فَأَمْسَكَ بِيَدِه وَقَالَ لَه : قُمْ ! فَقَامَ يَعْدُوْ ثُمَّ وَضَعَ يَدَه عَلَى الْأُخْرى وَقَالَ : وَفِى هذِه صَبِىٌّ لَاعَاهَةَ بِه وَأَمَرَ بِفَتْحِهَا فَفَتَحَهَا فَإِذَا فِيْهَا صَبِىٌّ فَقَامَ يَمْشِىْ فَأَمْسَكَ بِنَاصِيَتِه وَقَالَ لَه : أَقْعِدْ ! فَأُقْعِدَ * فَتَابُوْا عَنِ الرَّفْضِ عَلَى يَدَيْهِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 6
* وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ لَايُعَظِّمُ الْأَغْنِيَاءَ وَلَا يَقُوْمُ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَلَا أَرْكَانِ الدَّوْلَةِ * وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ كَثِيْرًا يَمْشِىْ فِى الْهَوَاءِ عَلَى رُأُوْسِ الْأَشْهَادِ فِى مَجْلِسِه رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * وَجَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ بِوَلَدِهَا وَقَالَتْ لَه : إِنَّ وَلَدِىْ هذَا شَدِيْدُ التَّعَلُّقِ بِكَ * فَقَبِلَه الشَّيْخُ وَأَمَرَه بِالْمُجَاهَدَةِ وَسُلُوْكِ طَرِيْقِ السَّلَفِ فَرَأَتْهُ يَوْمًا نَحِيْلًا مُصْفَرًّا مِنْ أثَارِ الْجُوْعِ وَالسَّهَرِ * وَرَأَتْهُ يَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيْرِ فَدَخَلَتْ عَلَى الشَّيْخِ فَوَجَدَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَاءً فِيْهِ عِظَامُ دَجَاجَةٍ مَسْلُوْقَةٍ * فَقَالَتْ : يَا شَيْخُ يَا غَوْثُ ! تَأْكُلُ الدَّجَاجَ وَيَأْكُلُ ابْنِىْ خُبْزَ الشَّعِيْرِ ؟ فَوَضَعَ الشَّيْخُ يَدَه عَلَى تِلْكَ الْعِظَامِ وَقَالَ لَهَا : قُوْمِىْ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى الَّذِيْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيْمٌ * فَقَامَتِ الدَّجَاجَةُ فَصَاحَتْ " لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ اَلشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ وَلِىُّ اللهِ " فَقَالَ لَهَا الشَّيْخُ : إِذَا صَارَ ابْنُكِ هكَذَا فَلْيَأْكُلْ مَا شَاءَ * وَمَرَّتْ عَلَى مَجِلِسِه رَضِىَ اللهُ عَنْهُ حِدْأَةٌ طَائِرَةٌ فِى يَوْمٍ شَدِيْدِ الرِّيْحِ * فَصَاحَتْ فَشَوَّشَتْ عَلَى الْحَاضِرِيْنَ * فَقَالَ الشَّيْخُ : يَارِيْحُ خُذِىْ رَأْسَ هذِهِ الْحِدْأَةِ فَوَقَعَتْ لِوَقْتِهَا مَقْطُوْعَةَ الرَّأْسِ * فَنَزَلَ عَنِ الْكُرْسِىِّ وَأَخَذَهّا فِى يَدِه وَأَمَرَّ الْأُخْرى عَلَيْهَا وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ فَحَيَّتْ وَطَارَتْ سَوِيَّةً بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى وَالنَّاسُ يُشَاهِدُوْنَ ذلِكَ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 7
* وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ نَحِيْفَ الْبَدَنِ مَرْبُوْعَ الْقَامَةِ عَرِيْضَ الصَّدْرِ عَرِيْضَ اللِّحْيَةِ طَوِيْلَهَا أَسْمَرَ اللَّوْنِ مَقْرُوْنَ الْحَاجِبَيْنِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ذَا صَوْتٍ جَوْهَرِىٍّ وَصُمْتٍ بَهِىٍّ وَقَدْرٍ عَلِىٍّ وَ عِلْمٍ وَفِىٍّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * وَكَانَ طَرِيْقُه رَضِىَ اللهُ عَنْهُ إِتِّحَادَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَاتِّحَادَ النَّفْسِ وَالْقَلْبِ وِمُعَانَقَةَ الْإِخْلَاصِ وِالتَّسْلِيْمِ * وَتَحْكِيْمَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِى كُلِّ خَطْرَةٍ وَلَحْظَةٍ وَنَفَسٍ وَوَارَدٍ وَحَالٍ * وَالثُّبُوْتَ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ * وَكَانَ لِأَبِى غَالِبٍ وَلَدٌ أَكْمَهُ مُقْعَدٌ مَجْذُوْمٌ مَفْلُوْجٌ * فَجَاءَ بِه إِلَى الشَّيْخِ عَبْدِ الْقأدِرِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ : قُمْ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى ! فَإِذَا الصَّبِىُّ يَعْدُوْ وَهُوَ يُبْصِرُ وَلَا بِه عَاهَةٌ فَضَجَّ الْحَاضِرُوْنَ * وَرَاحَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ إِلَى غَارِ جَبَلٍ لِحَاجَةٍ لَهَا فَعَلِمَ بِرَوَاحِهَا الرَّجُلُ الْفَاسِقُ فَرَاحَ وَرَاءَهَا وَأَرَادَ أَنْ يُلَوِّثَ ذَيْلَ عِصْمَتِهَا وَلَمْ تَجِدْ لِخَلَاصِهَا مَلْجَأً فَنَادَتْ يَاشَيْخُ عَبْدَ الْقَادِرِ أَغِثْنِى أَغِثْنِى أَغِثْنِى إِذْ نَزَلَ بِرَأْسِ ذلِكَ الرَّجُلِ الْفَاسِقِ قَبْلَ الْوُصُوْلِ إِلَى مُرَادِه نَعْلَانِ مِنَ الْخَشَبِ يَضْرِبَانِ حَتّى مَاتَ * وَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّيْخَ عَبْدَ الْقَادِرِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَتَصَرَّفُ فِى كَتَصَرُّفِه فِى قَبْرِهِ حَيَاتِه رَضِىَ اللهُ عَنْهُ وَعَنَّا بِرِضَائِهِ الرَّفِيْعِ وَأَمَدَّنَا بِمَدَدِهِ الْوَسِيْعِ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 8
* وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ سَرِيْعَ الدَّمْعِ شَدِيْدَ الْخَشْيَةِ كَثِيْرَ الْهَيْبَةِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ كَرِيْمَ الْأَخْلَاقِ طَيِّبَ الْأَعْرَاقِ أَبْعَدَ النَّاسِ عَنِ الْفُحْشِ وَأَقْرَبَهُمْ إِلَى الْحَقِّ شَدِيْدَ الْبَأْسِ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ * لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِه وَلَا يَنْتَصِرُ لِغَيْرِ رَبِّه * وَلَا يَرُدُّ سَائِلًا وَلَوْ بِأَحَدِ ثَوْبَيْهِ * وَكَانَ التَّوْفِيْقُ رَائِدَه * وَالتَّأْيِيْدُ مُعَارِضَه * وَالْعِلْمُ مُهَذِّبَه * وَالْقُرْبُ مُؤَيِّدَه * وَالْمُحَاضَرَةُ كَنْزَه * وَالْمَعْرِفَةُ حِرْزَه * وَالْخِطَابُ مَسِيْرَه * وَاللَّحْظُ سَفِيْرَه * وَالْأُنْسُ نَدِيْمَه * وَالْبَسْطُ نَسِيْمَه * وَالصِّدْقُ رَايَتَه * وَالْفَتحُ بِضَاعَتَه * وَالْحِلْمُ صِنَاعَتَه * وَالذِّكْرُ وَزِيْرَه * وَالْفِكْرُ سَمِيْرَه * وَالْمُكَاشَفَةُ غِدَاءَه وَالْمُشَاهَدَةُ شِفَاءَه * وَأدَابُ الشَّرِيْعَةِ ظَاهِرَه * وَأَوْصَافُ الْحَقِيْقَةِ سَرَائِرَه * رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُرُّ عَلَى بَابِ مَدْرَسَتِى "النِّظَامِيَّةِ " إِلَّا خَفَّفَ اللهُ عَنْهُ الْعَذَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ * وَكَانَ مُرِيْدُوْهُ وَمُحِبُّوْهُ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ هُمُ السُّعَدَاءَ فِى الدُّنْيَا وَالْأخِرَةِ * لَايَمُوْتُ أَحَدُهُمْ إِلَّا عَلَى تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ * وَلَايَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى ثُبُوْتِ الْإِيْمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَلَايَعِيْشُ إِلَّا عَلَى تَمَامِ النِّعْمَةِ وَالرِّضْوَانِ *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 9
* وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ – وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ لِقَوْلِه تَعَالى : وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ - : كُلُّ وَلِىٍّ عَلَى قَدَمِ نَبِىٍّ * وَأَنَا عَلَى قَدَمِ جَدِّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * وَمَا رَفَعَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَمَه إِلَّا وُضِعَتْ قَدَمِى فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى رَفَعَ قَدَمَه مِنْهُ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ قَدَمًا مِنْ أَقْدَامِ النُّبُوَّةِ فَإِنَّه لَاسَبِيْلَ إِلَى أَنْ يَنَالَه غَيْرُ نَبِىٍّ * وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ : اَلْإِنْسُ لَهُمْ مَشَايِخُ وَالْجِنُّ لَهُمْ مَشَايِخُ وَالْمَلَائِكَةُ لَهُمْ مَشَايِخُ وَأَنَا شَيْخُ الْكُلِّ * وَعِزَّةِ رَبِّى لَاتَزَالُ يَدِىْ عَلَى رَأْسِ مُرِيْدِىَّ وَمُحِبِّىَّ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ* وَلَوِ انْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُمْ فِى الْمَشْرِقِ وَأَنَا فِى الْمَغْرِبِ لَمَدَدْتُ يَدِىْ إِلَيْهِمْ * وَأَنَا لِكُلِّ مَنْ عَثَرَ مَرْكُوْبُه مِنْ جَمِيْعِ أَصْحَابِىْ وَمُرِيْدِىَّ وَمُحِبِّىَّ * أخُذُ بِيَدِه كُلَّمَا عَثَرَ حَيًّا وَمَيْتًا * فَإِنَّ فَرَسِىْ مُسْرَجٌ وَسَيْفِىْ مَشْهُوْرٌ وَرُمْحِىْ مَنْصُوْبٌ وَقَوْسِىْ مَوْتُوْرٌ وَنِبَالِىْ مُفَوَّقَةٌ وَسِهَامِىْ صَائِبَةٌ لِحِفْظِ مُرِيْدِىْ وَهُوَ غَافِلٌ أَنَا نَارُ اللهِ الْمُوْقَدَةُ * أَنَا سَلَّابُ الْأَحْوَالِ * أَنَا بَحْرٌ بِلَا سَاحِلٍ * أَنَا دَلِيْلُ الْوَقْتِ * أَنَا الْمُتَكَلِّمُ فِىى غَيْرِى * أَنَا الْمَحْفُوْظُ * أَنَا الْمَلْحُوْظُ * يَاصُوَّامُ يَاقُوَّامُ يَا أَهْلَ الْجِبَالِ دُكَّتْ جِبَالُكُمْ يَا أَهْلَ الصَّوَامِعِ هُدِمَتْ صَوَامِعُكُمْ أَقْبِلُوْا إِلَى أَمْرٍ مِنْ أُمُوْرِاللهِ * يَا رِجَالُ يَا أَبْطَالُ يَا أَبْدَالُ يَا أَطْفَالُ هَلُمُّوْا إِلَىَّ وَخُذُوْا عَنِ الْبَحْرِ الَّذِىْ لَاسَاحِلَ لَه * يَا عَزِيْزُ أَنْتَ وَاحِدٌ فِى السَّمَاءِ وَأَنَا وَاحِدٌ فِى الْأَرْضِ * أَنْتَ الْكَبِيْرُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ * وَأَنَا الْحَقِيْرُ الْفَقِيْرُ الذَّلِيْلُ * لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ * وَعِزَّةِ رَبِّى إِنَّ السُّعَدَاءَ وَالْأَشْقِيَاءَ يُعْرَضُوْنَ عَلَىَّ وَيُوْقَفُوْنَ لَدَىَّ * وَإِنَّ نُوْرَ عَيْنِىْ فِى اللَّوْحِ الْمَحْفُوْظِ مُقِيْمٌ * أَنَا غَائِصٌ فِى بِحَارِ عِلْمِهِ الْقَدِيْمِ * أَنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْعَرْضِ * أَنَا نَائِبُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَارِثُهُ * تَجِىْءُ السَّنَةُ تُسَلِّمُ عَلَىَّ وَتُخْبِرُنِىْ بِمَا يَجْرِىْ فِيْهَا وَكَذَا الشَّهْرُ وَكَذَا الْأُسْبُوْعُ وَكَذَا الْيَوْمُ * وَكَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَقُوْلُ : وَمَنِ اسْتَغَاثَ بِىْ فِىْ كُرْبَةٍ كُشِفَتْ عَنْهُ * وَمَنْ نَادَانِىْ فِى شِدَّةٍ فُرِّجَتْ عَنْهُ * وَمَنْ تَوَسَّلَ بِىْ فِى حَاجَةٍ قُضِيَتْ حَاجَتُه * فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ تَعَالَى فَاسْأَلُوْهُ بِىْ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ * وَفَضَائِلُه رَضِىَ اللهُ عَنْهُ كَثِيْرَةٌ * وَأَحْوَالُه أَظْهَرُ مِنْ شَمْسِ الظَّهِيْرَةِ * وَأَقْوَالُه أَوْفَقُ لِذَوِى الْعُقُوْلِ السَّلِيْمَةِ * وَكَانَتْ وَفَاتُه – دَامَتْ عَلَيْنَا بَرَكَاتُه – فِى لَيْلَةِ الْجُمْعَةِ حَادِىَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعِ الثَّانِىْ سَنَةَ إِحْدى وَسِتِّيْنَ وَخِمْسِمِائَةٍ * وَعُمْرُه إِحْدى وَتِسْعِيْنَ سَنَةً * وَدُفِنَ بِبَغْدَادَ وَقَبْرُه ظَاهِرٌ يُزَارُ وَيُقْصَدُ مِنْ سَائِرِ الْأَقْطَارِ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ وَنَفَعَنَا بِه أَجْمَعِيْنَ * أَللّهُمَّ أمِيْنَ 3× *
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
MANAQIB 10
* وَحَيْثُ انْتَهى مَا أَوْرَدْنَاهُ وَمَا اهْتَمَمْنَا بِهِ وَتَمَّ مَا قَرَأْنَاهُ وَقَصَدْنَاهُ فَلْنَرْفَعْ إِلَى اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ * وَنَتَشَفَّعْ بِسَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ * وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِيْنَ * وَنَتَوَسَّلْ بِسَيِّدِىْ سُلْطَانِ الْأَوْلِيَاءِ الْعَارِفِيْنَ * وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيَارِ الْمَرْزُوْقِيْنَ * فَنَقُوْلُ : أللّهُمَّ إِنَّا نَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَسَأَلُكَ بِأَنْفَاسِ هذَا الْعَارِفِ الْأَكْبَرِ * صَاحِبِ الْمَنَاقِبِ الْأَشْهَرِ وَالسِّرِّ الْأَطْهَرِ * وَبِالسَّالِكِيْنَ عَلَى مِنْهَاجِهِ الْأَنْوَرِ * وَالْمُغْتَرِفِيْنَ مِنْ بِحَارِ عِلْمِهِ الْأَطْهَرِ * وَفَيْضِ مَعَارِفِهِ الْأَشْهَرِ * أَنْ تُمِدَّنَا بِطِيْبِ أَنْفَاسِهِمْ وَتُدْنِىَ لَنَا مِنْ ثِمَارِ غِرَاسِهِمْ * يَاأَيَّتُهَا الْأَرْوَاحُ الْمُقَدَّسَةُ * يَاخَتْمُ يَاقُطْبُ يَاإِمَامَانِ يَا أَوْتَادُ يَاأَبْدَالُ يَارُقَبَاءُ يَانُجَبَاءُ يَانُقَبَاءُ يَاأَهْلِ الْغَيْرَةِ يَاأَهْلَ الْأَخْلَاقِ يَاأَهْلَ السَّلَامَةِ يَاأَهْلَ الْعِلْمِ يَاأَهْلَ الْبَسْطِ يَاأَهْلَ الْحَنَانِ وَالْعَطْفِ * يَاأَهْلَ الضِّيْفَانِ * يَاأَيُّهَا الشَّخْصُ الْجَامِعُ * يَاأَهْلَ الْأَنْفَاسِ يَاأَهْلَ الْغَيْبِ مِنْكُمْ وَالشَّهَادَةِ * يَاأَهْلَ الْقُوَّةِ وَالْعَزْمِ * يَاأَهْلَ الْهَيْبَةِ وِالْجَلَالِ * يَاأَهْلَ الْفَتْحِ يَاأَهْلَ مَعَارِجِ الْعُلَا * يَاأِهْلَ الْإِمْدَادِ * يَاأَهْلَ الْبُدَلَاءِ * يَاأَهْلَ الْجِهَاتِ السِّتِّ يَاأَحْبَابُ يَاأَيَّتُهَا الْأَرْوَاحُ الطَّاهِرَةُ مِنْ رِجَالِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ * كُوْنُوْا عَوْنًا لَنَا فِى نَجَاحِ الطَّلَبَاتِ وَتَيْسِيْرِ الْمُرَادَاتِ * وَإِنْهَاضِ الْعَزَمَاتِ وَتَأْمِيْنِ الرَّوْعَاتِ وَسَتْرِ الْعَوْرَاتِ وَقَضَاءِ الدُّيُوْنِ * وَتَحْقِيْقِ الظُّنُوْنِ * وَإِزَالَةِ الْحُجُبِ وَالْغَيَاهِبِ وَحُسْنِ الْخَوَاتِمِ وَالْعَوَاقِبِ * وَكَشْفِ الْكُرُوْبِ * وَغُفْرَانِ الذُّنُوْبِ * بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللهم انْشُرْ نَفَحَاتِ الرِّضْوَانِ عَلَيْهِ
وَأَمِدَّنَا بِلْأَسْرَارِ الَّتِىْ أَوْدَعْتَهَا لَدَيْهِ
Doa
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تُنْجِيْنَا بِهَا مِنْ جَمِيْعِ الْأَهْوَالِ وَالْأفَاتِ *
وَتَقْضِىْ لَنَا بِهَا جَمِيْعَ الْحَاجَاتِ * وَتُطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيْعِ السَّيِّئَاتِ *
وَتَرْفَعُنَا بِهَا عِنْدَكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ * وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَايَاتِ *
مِنْ جَمِيْعِ الْخَيْرَاتِ فِى الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ * اَللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ وَنَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلِ بَيْتِه وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِوَلِيِّكَ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِىِّ
يَاشَيْخَ الثَّقَلَيْنِ يَاقُطْبُ الرَّبَّانِيَّ يَاغَوْثُ الصَّمَدَانِىَّ يَامُحْيِ الدِّيْنِ يَاأَبَا مُحَمَّدٍ
يَاسَيِّدِى الشَّيْخَ عَبْدَ الْقَادِرِ الْجِيْلَانِىَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ بِكَ إِلَى رَبِّكَ فِى قَضَاءِ حَاجَاتِنَا هَذِه......... يَاقَاضِىَ الْحَاجَاتِ * اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً يَطْمَئِنُّ بِهَا قَلْبِى *
وَتَنْفَعُ بِهَا عُلُوْمِى * وَتَقْضِىْ بِهَا حَوَائِجِىْ وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِىْ * وَتَهْدِىْ بِهَا قَوْمِىْ * وَتُخْلِصُ بِهَا قَلْبِىْ * وِتُلْهِمُنِىْ بِهَا عُلُوْمَ اللَّدُنِّىِّ * وَتُكْرِمُنِىْ بِهَا بِالسَّعَادَةِ
وَالْكَرَامَةِ مَعَ ذُرِّيَّاتِىْ وَتُكْثِرُ بِهَا أَمْوَالِىْ وَأَصْحَابِىْ وَتَلَامِيْذِىْ وَأَتْبَاعِىْ وَأَضْيَافِىْ * وَتَرْزُقُنِىْ اَللّهُمَّ تَمَامَ نِعْمَتِكَ وَتَمَامَ رَحْمَتِكَ وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ وَصَلِّ وَسَلِّمْ
وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى ألِه وَصَحْبِهِ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ
وَأَحْيَيْتَ إِلَى يَوْمٍ تُحْشَرُ فِيْهِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِيْنَ * وَالْحَمْدُ لِهَِإِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ *
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تُبَلِّغُنَا بِهَا حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ
وَزِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ فِىْ لُطْفٍ وَعَافِيَةٍ وَسَلَامَةٍ وَبُلُوْغِ الْمَرَامِ وَعَلَى أَلِهِ وَصَحْبِه وَبَارِكْ وَسَلِّمْ * اَللَّهُمَّ اخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِالْخَيْرِ *
رَبَّنَا أتِنَ فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْأخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إِمَامًا *
اَللّهًمَّ اخْتِمْ لَنَا بِخَاتِمَةِ السَّعَادَةِ وَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِيْنَ لَهُمُ الْحُسْنى وَالزِّيَادَةُ *
بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِى الشَّفَاعَةِ * وَألِه وَصَحْبِه ذَوِى السِّيَادَةِ *
وَسَيِّدِنَا أَبِى اْلعَبَّاسِ اْلخَضِرِ بَلْيَا بْنِ مَلْكَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذِى اْلاِسْتِقَامَةِ *
سَيِّدِنَا اْلغَوْثِ اْلأَعْظَمِ الشَيْخِ عَبْدِ اْلقَادِرِ اْلجِيْلَانِىِّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ ذِى اْلكَرَامَةِ *
وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى ألِه وَصَحْبِه وَبَارَكَ وَسَلَّمَ *

Komentar